انطلاقة جديدة للمجلس العربي للاختصاصات الصحية

الصورة
02 - رسالة من معالي رئيس الهيئة العليا

رسالة من رئيس الهيئة العليا

"انطلاقة جديدة للمجلس العربي للاختصاصات الصحية"

 

الأخوة الزملاء الأعزاء في المجتمع الصحي العربي

تحية مباركة طيبة أزجيها إليكم وأنتم في رباط عملكم النبيل

وأبارك لكم قدوم شهر رمضان الكريم عليكم عساكم من عواده، وكل عام وأنتم بخير وأتم صحة وعافية

 

جريًا على ما اعتاده المجلس العربي من وضعكم في صورة مستجدات أخباره وأحداثه وأنشطته والتواصل معكم بشأنها، وسماع تصوراتكم وردودكم حول ما يجري فيه، والإحاطة بشتى وجهات النظر والمواقف تجاه قضاياه؛ فإنني أتوجه إليكم بهذا الحديث الخاص حول قرارات مجلس وزراء الصحة العرب بخصوص المجلس العربي في اجتماع دورته العادية السادسة والخمسين التي عقدت بتاريخ 24/3/2022 في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة؛ لأزف لكم بعض بشائرها وأنقل لكم صورة حية مشرقة من العمل العربي المشترك والنَّفَس الصادق فيه والتوجه الحقيقي الذي لا يعتريه لبس ولا تشويش في تقدير جهودكم وتقرير كفاءاتكم العالية في تحقيق أهداف المجلس العربي وبرامجه التي نستشرف إليها جميعًا ونسعى نحوها.

ولعل أول ما يستأهل الذكر ويستحق التأشير عليه في هذا الاجتماع هو إشادة أصحاب المعالي وزراء الصحة العرب بجهودكم الاستثنائية  أفرادًا وجماعات في القطاع الصحي العربي العريض، ولا سيما أثناء جائحة كورونا وتداعياتها الكبرى التي هزت أعمدة العمل الصحي العربي، وفرضت عليه تحديات كبيرة وجديدة قمتم لها خير قيام، واستطعتم بفضل مثابرتكم وعلمكم وعملكم الدآب تجاوز تداعياتها وتحدياتها، بل زدتم فوق ذلك أن وقفتم على الدروس المستفادة منها وعملتم على توظيفها فيما تستقبلون من أعمال، وما تستشرفون من تطور منشود للعمل الصحي مستقبلًا، وها أنا أنقل لكل واحد منكم على نحو خاص شكرهم الموصول وتقديرهم العالي لكل ما تقدمونه من عمل مخلص دؤوب.

 

لقد أبدى أصحاب المعالي وزراء الصحة العرب دعمًا قويًا للمجلس العربي للاختصاصات الصحية فأشادوا بدوره المتعاظم الذي رفد القطاعات الصحية العربية بما يزيد عن (23) ألف طبيب مختص أسهموا في تعزيز الخدمات الصحية داخل بلدانهم، ومنهم من تبوأ وظائف قيادية فيها؛ فعززوا بعلمهم وخبراتهم أنظمة القطاعات الصحية وكابدوا لمواجهة جائحة كورونا وتحدياتها العاتية، وأثنوا كذلك على الهيئة العليا في دورتها الحالية، وقدروا عاليًا خططها الطموحة ونهجها المتوازن المرن وإنجازاتها وتمثلاتها على أرض الواقع، وألمعوا إلى أن مثل هذا الجهود والنوايا الصادقة في العمل  والحماس المتوقد تستحق الوقوف إلى جانبها ودعمها وتشجيع تطوّرها، وهو ما انعكس فعلًا في  قراراته المهمة والحاسمة التي أعقبت نقاشاته ومداولاته لتعزيز مسيرة المجلس ورسالته، ودفع عجلة تقدمه نحو مكتسبات إضافية وآفاق واعدة، وفَسْحِ مجالات جغرافية وعلمية جديدة تستوعب طموحاته الآملة.

فأما التوسع الجغرافي، فقد أثنوا على اهتمام دول المغرب العربي ورغبتهم في الانخراط في أنشطة المجلس العربي وبرامجه، فكانت الاستجابة السريعة من الهيئة العليا بالدعوة إلى تسخير الإمكانات لتفعيل مشاركة الدول العربية كافة، وتذليل أي مصاعب تحول دون ذلك، ولعل أبرز ما اتُخذ من خطوات بهذا الصدد قرار الهيئة العليا بافتتاح مكتب تنسيقي للمجلس في الجمهورية التونسية، وحريٌّ بالذكر أن الدول العربية الأعضاء في المجلس العربي بلغوا (17) دولة، ولم يتبقَ سوى (5) دول فقط يسعى المجلس حثيثًا إلى انضمامهم ولحاقهم بالركب والعمل.

وأما بشأن التوسع في برامج التدريب، فقد أيّد أصحاب المعالي الوزراء خطة المجلس العربي بالتوسع في الاختصاصات الطبية والمهن الصحية الرئيسة والدقيقة والبرامج والدورات التدريبية وفق احتياجات القطاعات الصحية في الوطن العربي ومتطلباتها، ألجأ إليها هذا الإقبال المتزايد على التسجيل في برامج المجلس والدعوات المتصاعدة فتح برامج جديدة، فقد أربى العدد الحالي من المتدربين المسجلين في برامجه المختلفة على (20) ألفًا من مختلف الدول العربية، كما أشادوا أيضًا بتوجه المجلس في توسيع التعاون الإقليمي والدولي لتعزيز الخدمات الصحية، والاستمداد من معارفهم وخبراتهم الأصيلة التي تؤهل اختصاصيّينا وفق المعايير العالمية، وتعزز منظومة التطوير المهني المستمر والتحول الرقمي في شتى أعمال المجلس العربي بما يمهد السبيل لتواصل سلس بين مختلف الجهات المعنية والمتدربين المسجلين في برامجه.

وفي ختام الاجتماع جاءت حزمة قرارات مجلس وزراء الصحة العرب ناصعة جليّة تؤكد على الثقة العالية التي يوليها للمجلس العربي للاختصاصات الصحية وتُثمن تطوره الراهن والنقلة النوعية التي يشهدها؛ فصدرت عنه قرارات أكدت على تبعية المجلس العربي إلى مجلس وزراء الصحة العرب قانونيًا وإداريًا وماليًا ورقابيًا، كما اعتمدت قراراته كل ما تقدم به المجلس العربي من مشاريع ومقترحات من أبرزها: النظام الأساسي واللائحة الداخلية وآليات الرقابة الإدارية والمالية، والتي تمكن المجلس من تحقيق غاياته الجوهرية ورسالته المحورية مع المنظومات الصحية في الدول العربية.

فالشكر موصولٌ والثناء عاطرٌ لمجلس وزراء الصحة العرب وجامعة الدول العربية وعلى رأسها معالي الأمين العام الذي أثنى ثناء طيبًا أيضًا على جهود المجلس العربي وقدّر عمله وسيرورته، وجدد تأكيده على تبعية المجلس العربي لمجلس وزراء الصحة العرب. ونحن في المجلس العربي نقدر هذا الدعم عاليًا، ونعتبر أن هذا الاجتماع يشكل قاعدة انطلاق قوية للمجلس، وسوف يبعث فيه روحًا متوهجة وثّابة تدشن مرحلة جديدة من العمل؛ لعل من أهم ركائزها وأركانها بناء علاقات التعاون مع شتى الجهات الإقليمية والدولية، وتعزيز الشراكات القائمة مع هيئات الاختصاص في الدول العربية بما يكفل تحقيق دفعة قوية في أعماله ويحقق رسالته وتطلعاته وآماله المنشودة.

إن اضطراد الإشادة والثناء على منجزات المجلس العربي ممثلًا بهيئاته وتشكيلاته ومخرجاته كافة يضعنا قُبالة مسؤولية كبرى تجاه أمتنا العربية؛ تتطلب منا توجيه الطموح نحو المقصد الأعلى والغاية الأسنى ببذل مزيد من الجهود لتحقيق رسالته النبيلة التي اختطها مجلس وزراء الصحة العرب في وثيقة التأسيس والانطلاق.

 

نسأل الله العون والسداد والعزيمة على الرشاد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته